دشن المؤلف الموسيقي عصام الجودر كتاب المهرجان "رسالة .. سيرة .. وأسرار" بنادي العروبة بمنطقة الجفير يوم 8/4/2023. وقد أدار المحاضرة التي سبقت تدشين الكتاب الأستاذ غسان الشهابي. ويتناول الكتاب تجربة الجودر في تأسيس وإدارة مهرجان البحرين للموسيقى، وكيف بدأت القصة منذ ما قبل الدورة الأولى والتي كانت في أكتوبر 1992، وحتى تبلوره ليصبح منجزاً موسيقياً كبيراً. وقد تأسس المهرجان بغرض الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي والذي يصادف الأول من أكتوبر من كُلِّ عام.
استعرض الجودر الصعوبات التي واجهته مع فريق العمل بإدارة الثقافة والفنون لتنظيم المهرجان، وكيف نما وتطور مع السنين وأصبح صرحاً موسيقياً مهماً، ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل على صعيد دول المنطقة، وكذلك على صعيد الساحة العربية.. وربما أبعد من ذلك بكثير.
ويحتوي الكتاب على عدّة فصول بدءاً من إعلان الفكرة بمقال في إحدى الجرائد المحلية يُطالب فيها الجودر بتأسيس المهرجان، ثم مرحلة تقديم الفكرة للجهات الرسمية ممثلةً في مدير إدارة الثقافة والفنون الأستاذ حسن كمال وبعدها إلى الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الأستاذ خليل إبراهيم الذوادي، وأخيراً الموافقة على إقامة المهرجان من قبل الوزير آنذاك المرحوم طارق المؤيد.
ثم تتتابع فصول الكتاب بحسب دورات المهرجان وما صاحبها من تجارب وإثراء للخبرات بعضها بسبب ما واجهه فريق إدارة المهرجان من عثرات وصعوبات، وما تخفيه الكواليس من مفاجآت تتطلب اتخاذ بعض القرارات السريعة والمجدية من أجل إنجاح المهرجان.
ومن مقدمة كتاب المهرجان، يروي الجودر ما يلي:
برليود
يتناول هذا الكتاب سيرة ومسيرة مهرجان البحرين للموسيقى، منذُ ظهور الفكرة – في أوائل التسعينيات من القرن الماضي – وحتى تبلورها، وإلى أين وصلت وكيف تطورت. ويأخذنا - كرونولوجياً - كتاب المهرجان في رحلة توثيقية طويلة مشحونة بالمواقف ليست الرسمية منها فحسـب – فترة إعداد وتنظـيم المهرجان – بل الأهم والأميز والأجمل من ذلك؛ العلاقة الإنسانية التي تجمع المؤسسة بموظفيها من داخل الوزارة وأيضاً بمن هم خارجها من الموسيقيين والفنانين المُشاركين، سواءً كانوا ضيوفاً من دُولٍ مُختلفة، أم من أصحابِ الأرض، صِحاب المهرجان. هذه العلاقة التي تمخضت عن دوراتٍ عديدة للمهرجان الذي ظلَّ باقياً حتى كتابة هذه السطور واصلاً للدورة الثلاثين من عُمرهِ، وأنتج فعاليات موسيقية رائعة ومُتميزة صدحت بها قاعات مُختلفة في ربوع البحرين، ومازالت تصدح بين وقتٍ وآخر سواء عند بثها من خلال أجهزة وزارة الإعلام (الإذاعة والتلفزيون)، أم مع احتفاظ بعض الموسيقيين البحرينيين أو المُشاركين من غير البحرينيين بنسخ على أقراص مدمجة.
يـتعرض الكتاب – أيضاً – للهفوات التي لا مَفرٌ منها عند العمل على إقامة تظاهرة فنية موسيقية بهذا الحجم، وكذلك الإخفاقات التي تتسبب فيها الظروف الخارجة عن الإرادة حين تتعثر مشاركات البعض من الفنانين أو الفرق سواء من البحرين أو خارجها، لأسباب متعددة ومختلفة، وغيرُها من المواقف التي لا بُدَّ أن أذكُرَها لتكتمل السيرة.
إنها جولة إنسانية موسيقية داخل البحرين لا تقتصر على ذِكر أحداث أو أخبار بل أيضاً تتوغل في الأسرار وتُزيح الستار عن بعض المواقف الطريفة أو المؤثرة التي حدثت خلف الكواليس، البريئة من هذه المواقف والمُشاكسة لمن يُمجِّد الهفوات ويتغافل عن الأهم، ألا وهي النجاحات التي ساهمت في تتويج البحرين كمركز حضاري وثقافي رائد في نشر الموسيقى بفروعِها المحلية والعربية والعالمية، وأفرزت هذا الحدث المنتج (مهرجان البحرين للموسيقى) بأيدٍ(ي) وعقول وطنية مُبدِعة ليصل إلى ما وصلَ إليه اليوم.

_________

[1]  برليود  Prelude   قسم موسيقي أو قطعة موسيقية تسبق الجزء الألكبر والأهم والذي عادةً يكون الأطول، كما يُطلق عليها أحيان مقدمة.